أثر الرياضة على صحة الفرد

ـ أولاً : أثر الرياضة على القوام ـ والبدنية .


1- اثر الرياضة على القوام : القوام المثالي هو .. ذلك الوضع الذي يسمح فيه بأعلى كفاءة لأعضاء الجسم واجهزتة المختلفة .. وعن القوام ذكرت اللجنة الفرعية في مؤتمر الطفل بالبيت الأبيض أنه العلاقة الميكانيكية بين مختلف أجهزة الجسم الهيكلية والحيوية والعصبية، وقوام الإنسان ما هو إلا هيكل عظمى يتكون من مجموعات مختلفة من المفاصل ويغطى الهيكل العظمى مجموعة من العضلات .. وتحرك هذه الأعضاء أجهزة حيوية بداخل الجسم تتحكم في حركاتها وأدائها .. وهذا التركيب المتكامل للجسم الإنسانى يعمل في تعاون وتناسق لكي يؤدى كل إنسان رسالته في الحياة .
* ـ ومما سبق نتعلم أن ممارسة الرياضة له اثر واضح على قوام الفرد ذلك فيما يلي :
1- الرياضة تعمل على التنمية الشاملة والمتزنة لجميع عضلات الجسم مما يكون في النهاية الشكل المتناسق للقوام .
2- التنمية الشاملة والمتزنة للعضلات تعمل على حماية الهيكل العظمى الذي تغلفه من أى انحرافات أو انحناءات تتسبب في حدوث تشوهات فيه .
3- زيادة قوة وقدرة المنطقة السفلى من عضلات البطن والناتج عن اثر الرياضة يصاحبه ارتفاع في المعدة وقيامها بعملها بكفاءة ويمنع تمدد عضلات البطن وارتخائها الذي يكون من نتيجة حدوث ” الكرش ” .
4- القوام الجيد لا يشكل عبئاً على الأجهزة الداخلية والأوعية الدموية والأعصاب, والحجاب الحاجز – مما يزيد كفاءة عمل كلا منها .
5- الرياضة تلعب دوراً كبيراً في علاج بعض الانحرافات القوامية كاستدارة الكتفين والانحناء الجانبي, وكذلك في بعض حالات الشلل وذلك إلى جانب العلاج الطبيعي .

2 – أثر الرياضة على تنمية عناصر اللياقة البدنية : نتيجة لممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة والحركات المستمرة لعمل العضلات تنمو لدى الفرد عناصر اللياقة البدنية والأساسية كالقوة, السرعة, التحمل, المرونة, الرشاقة, التوازن ….. الخ .
مما يرفع الكفاءة البدنية للفرد لمواجهة متطلبات الحياة اليومية بالإضافة إلى القيام بالأنشطة الرياضية مواجهة الطوارئ .

* ـ أثر الرياضة على بعض الأجهزة الحيوية في الجسم .

1- أثر الرياضة على الجهاز الدوري :

ـ ممارسة الرياضي بصورة منتظمة تعمل على زيادة حجم القلب وبالتالي تزداد قوتها فتزداد كمية الدم التي تصل إلى جميع أعضاء الجسم مع ثبات معدل نبضات القلب في الدقيقة .
ـ نتيجة ممارسة الرياضة يتكيف الجهاز الدوري سريعاً مع المجهود المطلوب بذلة وبذلك يستطيع الفرد الرياضي أن يؤدى ما هو مطلوب منة بكفاءة ومهارة .
ـ عند الانتهاء من أداء المجهود البدني يعود الجهاز الدوري إلى حالته الطبيعية بسرعة عند الإنسان الممارس للرياضة أسرع من الإنسان الغير ممارس للرياضة .
ـ الرياضة تعمل على الإقلال من الاحتمال بالإصابة بإمراض القلب والدورة الدموية وفى هذا الصدد يقول الدكتور “هوارد . سيراج” أخصائي القلب بمدينة بوسطن أن أحسن ضمان ضد مرض الشريان التاجي هو النشاط الرياضي .
ـ كما أثبتت التجارب أن الزيادة في ضغط الدم للفرد المدرب أقل منها عند غير المدرب, كما أنه ينصح لبعض المصابين بارتفاع ضغط الدم بمزاولة الرياضة على أن تكون رياضة معتدلة معقولة وليست رياضة عنيفة وأنت تكون تحت إشراف طبي .
ـ ممارسة النشاط الرياضة يساعد على سرعة تعويض كرات الدم الحمراء التالفة والتي تستهلك عند أداء المجهود البدني .. كما أن درجة تركيز حمض اللكتيك تتم في فترة إبطا بما يسمح للفرد بأداء المجهود لمدة أطول دون الشعور بالتعب .

2- اثر الرياضة على الجهاز التنفسي :

* ـ إن ممارسة أية النشاط الرياضي بصورة منتظمة يساعد على :
ـ زيادة السعة الهوائية : من المعروف أن معدل التنفس في الدقيقة حوالي من 15-16 مرة / د , ويزيد هذا المعدل في حالة أداء مجهود بدني حتى يمكن إمداد الجسم بكمية أكبر من الأكسجين إلا أن الزيادة في المعدل عند الممارسين تكون أقل من الزيادة عند غير الممارسين في حالة بذل مجهود بدني مضاعف .
ـ ممارسة الرياضة تعمل على تقوية عضلات التنفس وأهمها عضلة الحجاب الحاجز وعضلات ما بين الضلوع التي ترفع من كفاءة وظائف الرئتين والجهاز التنفسي .
ـ ممارسة الرياضة تعمل على زيادة الجلد التنفسي بمعنى إمكانية الاستمرار في أداء المجهود البدني دون الشعور بالتعب .

3 – أثر الرياضة على الجهاز العصبي :

ممارسة الرياضة يكون لها اثر واضح على الجهاز العصبي ويتضح ذلك فيما بلى :
ـ الرياضة تعمل على تحديد المسارات العصبية بحيث تشترك في العمل العضلي العضلات التي يتطلبها العمل بالفعل دون غيرها مما يمنع حدوث حالات الإجهاد الشديد مع المساهمة في تحقيق انسيابية الحركة وزيادة كفاءة العمل العضلي .
ـ الرياضة تعمل على الارتفاع بعمل الجهازين العضلي والعصبي وزيادة التوافق والتنسيق بينهما مما يحقق تكامل الأداء الحركي وتوافقه .
ـ الرياضة تعمل على تنمية الإحساس الحركي الجيد وتحقيق التوازن بين عمليات الكف والاستمرار واكتساب التوافق الحركي الجيد وسرعة الاستجابة الحركية وتأخر ظهور التعب .. هذا فضلاً على أن الرياضة تساهم بدرجة كبيرة في التخلص من ضغط الحياة المعاصرة والحد من حالات القلق والتوتر العصبي .

4 – أثر الرياضة على الجهاز الهضمي وعملية الهضم :


* ـ تعمل الرياضة على زيادة كمية الدم المدفوعة من القلب واستيعاب كيمة أكبر من الأكسجين, أى أن كمية الدم المؤكسد في الجسم تزداد .
فيكون نصيب الجهاز الهضمي منها أكبر عند الشخص الرياضي فتزيد كفاءة المعدة والأمعاء في عملية الهضم كما يزيد نشاط الغدد الهضمية وتزيد الحركة الدودية للأمعاء فتقل فترة بقاء الطعام بالمعدة نتيجة لكفاءتها في سرعة عمل النمو .

5 – أثر الرياضة على عملية النمو :


* ـ من المعروف أن لكل مرحلة سنية معينة معدلات نمو خاصة بها (طول الجسم ـ طول الإطراف ـ العمر الفسيولوجي ـ العمر العقلي .. الخ) وعلى المربيين أن يتعرفوا على المميزات الخاصة بكل مرحلة سنية حتى يتمكنوا من تخطيط برامج نشاطاتهم بحيث تلبى رغبات واحتياجات الإفراد الذين يعملون معهم واضعين في أذنهم بعض الحقائق الهامة .
ولكن الهدف من هذا الكلام هو إيضاح أن العمل في المجال الرياضي ليس وليد الصدفة ولكن لابد وأن يكون المدرب أو المربى لدية من العلم والخبرة ما يمكنه من إتقان هذا العمل

– ثانياً : أثر الرياضة على الناحية العقلية للفرد .

* ـ عندما يمارس الفرد نشاطاً رياضياً معيناً فهو يتلقى بجانب الخبرات الحركية الخاصة بالمهارة خبرات أخرى نظرية تتعلق بـ(طبيعة اللعبة ـ أنماط الأجسام الخاصة بها ـ قانون اللعبة ـ تاريخ اللعبة ـ خطط اللعب ـ النواحي الإبداعية في اللعبة ـ طرق خداع الخصم) كل ذلك يتطلب من الفرد نشاطاً عقلياً يمكنه من استيعاب تلك المعلومات وتطبيقها عمليا ومحاولة إظهار النواحي الابتكارية لدى اللاعب فضلا عن أن ممارسة الأنشطة الرياضية وما تستلزم من مواقف وقرارات فورية يزيد من القدرة على تركيز الانتباه ـ والإدراك ـ والتذكر الحركي ـ والملاحظة ـ والاستجابة الواعية ـ وحسن التصرف تبعاً للظروف المختلفة .

– ثالثاً : أثر الرياضة على الناحية النفسية .


* ـ الممارسة الرياضية المنتظمة والمستمرة وبطريقة سليمة ومقننة تساعد على تحقيق التكيف النفسي لممارسيها فهي تهيئ المواقف المختلفة التي تشبع الحاجة إلى التقدير والنجاح وتحقيق الذات الأمان كما تجلب السعادة والسرور إلى النفس وتساعد على التخلص من التوتر أو الإرهاق العصبي وذلك بتفريغ الانفعالات المكبوتة واستنفاذ الطاقة الزائدة كما تساعد على ترقية الانفعالات وضبط النفس .

– رابعاً : أثر الرياضة على الناحية الاجتماعية .


* ـ أن التكيف البشرى يجب أن يتفق مع البيئة الاجتماعية ومع ما تتطلبه من مطالب واحتمالات اجتماعية .. ولما كان للمجتمع مطالب فإن التربية الرياضية الحياة .. رد للملائمة مع هذه المطالب والميادين الرياضية تعد صورة مصغرة من ميادين الحياة .

– خامساً : أثر الرياضة على الحالة الصحية العامة ونظام حياة الفرد .


* ـ لاشك وأن النتاج الطبيعي للتأثير الشامل والمتكامل للممارسة الرياضة على النواحي البدنية ـ مشتملاً على حفظ القوام ومنع حدوث أى تشوهات وعلاجها أن حدثت .. وإثرها على رفع معدلات اللياقة البدنية المختلفة وتحسين عمل الأجهزة الحيوية بالجسم وعملية النمو وإثرها على النواحي النفسية والعقلية والاجتماعية يكون الناتج الطبيعي لها هو الارتقاء بالحالة الصحية العامة للفرد وزيادة كفائتة في العمل والإنتاج وتقليل فرص الإصابة وزيادة المنعة الطبيعية بالجسم والوقاية من الأمراض هذا فضلاً عن تخلص الفرد من الأعباء البدنية وحالات القلق والتوتر وإيجاد الحياة الآمنة .